فصل: قال المراغي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة غافر:
الجدل: شدة اللدد في الخصومة، تقلبهم: أي تصرفهم فيها للتجارة وطلب المعاش، والأحزاب: الجماعات الذين تحزبوا واجتمعوا على معاداة الرسل، وهمّت: أي عزمت، ليأخذوه: أي ليقتلوه ويعذبوه، ليدحضوا: أي ليزيلوا، حقت: أي وجبت، كلمة ربك: أي حكمه بالإهلاك.
العرش: مركز تدبير العالم كما تقدم إيضاح ذلك في سورة يونس، وندع أمر وصفه إلى عالم الغيب فهو العليم بعرشه ووصفه، وقهم: أي احفظهم من وقيته كذا أي حفظته، السيئات: أي الجزاء المرتب عليها.
المقت: أشد البغض، والروح: الوحى، يوم التلاقي: هو يوم القيامة وسمى بذلك لالتقاء الخالق بالمخلوق، بارزون: أي ظاهرون لا يسترهم جبل ولا أكمة ولا نحوهما.
يوم الآزفة: يوم القيامة وسميت بذلك لقربها يقال أزف السفر: أي قرب، قال:
أزف الترحّل غير أنّ ركابنا ** لما تزل برحالنا وكأن قد

والحناجر: واحدها حنجرة أو حنجور كحلقوم لفظا ومعنى، وهى لحمة بين الرأس والعنق، كاظمين: أي ممسكين أنفسهم على قلوبهم لئلا تخرج، والحميم: القريب، خائنة الأعين: يراد بها النظر إلى ما لا يحل، ما تخفى الصدور: أي ما تكتمه الضمائر.
السلطان: الحجة والبرهان، فرعون: ملك القبط بالديار المصرية، وهامان وزيره، وقارون كان أكثر الناس في زمانه تجارة ومالا، عذت: التجأت وتحصنت، متكبر: أي مستكبر عن اتباع الحق.
الرجل المؤمن: هو ابن عم فرعون وولىّ عهده وصاحب شرطته وهو الذي نجامع موسى وهو المراد بقوله: {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعى} والبينات: هي الشواهد الدالة على صدقه، والمسرف: المقيم على المعاصي المستكثر منها، والكذاب: المفترى، ظاهرين: أي غالبين عالين على بنى إسرائيل، ما أريكم إلا ما أرى: أي ما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب.
الأحزاب: أي الأقوام الذين تحزبوا على أنبيائهم وكذبوهم، والدأب: العادة، يوم التناد: يوم القيامة، سمى بذلك لأن الناس ينادى فيه بعضهم بعضا للاستغاثة.
قال أمية بن أبى الصّلت:
وبثّ الخلق فيها إذ دحاها ** فهم سكانها حتى التّناد

عاصم: أي مانع، مرتاب: أي شاك في دينه، ويوسف: هو يوسف بن يعقوب عليه السلام، وروى عن ابن عباس أنه يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب، أقام فيهم نبيا عشرين سنة، والسلطان: الحجة، والمقت: أشد الغضب.
هامان: وزير فرعون، الصرح: القصر الشامخ المنيف، الأسباب: واحدها سبب، وهو ما يتوصل به إلى شيء من حبل وسلم وطريق، والمراد هنا الأبواب.
قال زهير بن أبى سلمى:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو رام أسباب السماء بسلم

والتباب: الخسران والهلاك، ومنه قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} وقوله سبحانه: {وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}.
الرشاد: ضد الغى والضلال، متاع: أي يستمتع به أياما قليلة ثم ينقطع ويزول، دار القرار: أي دار البقاء والدوام، إلى النجاة: أي إلى الإيمان باللّه الذي ثمرته وعاقبته النجاة، إلى النار: أي إلى اتخاذ الأنداد والأوثان الذي عاقبته النار، ما ليس لى به علم: أي ما لا وجود له ولم يقم عليه دليل ولا برهان، لا جرم: أي حقّا، دعوة: أي استجابة دعوة لمن يدعو إليه، مردّنا: أي مرجعنا، وأن المسرفين، أي الذين يغلب شرهم على خيرهم، فستذكرون: أي فسيذكر بعضكم بعضا حين معاينة العذاب، وقاه: حفظه، يعرضون عليها: أي تعرض أرواحهم عليها.
المحاجة: المجادلة والخصام بين اثنين فأكثر، الضعفاء: الأتباع والمرءوسون، والمستكبرون: السادة أولو الرأى فيهم، والتبع: واحدهم تابع كخدم وخادم، مغنون: أي دافعون، نصيبا: أي قسطا وجزءا، حكم: قضى، الخزنة: واحدهم خازن وهم القوّام يتعذيب أهل النار، ضلال: أي في ضياع وخسار.
يوم يقوم الأشهاد: هو يوم القيامة، والأشهاد: واحدهم شهيد بمعنى شاهد، والهدى: ما يهتدى به من المعجزات والصحف والشرائع، والإبكار: أول النهار إلى نصفه، والعشى: من النصف إلى آخر النهار، والسلطان: الحجة.
ادعوني: أي اعبدوني، أستجب لكم: أي أثبكم على عبادتكم إياى، داخرين: أي صاغرين أذلاء، لتسكنوا فيه: أي لتستريحوا فيه، مبصرا: أي يبصر فيه.
تؤفكون: أي تصرفون، قرارا: أي مستقرا، بناء: أي قبة ومنه أبنية العرب لقبابهم التي تضرب للسكنى فيها، فتبارك: أي تقدس وتنزه، الدين: الطاعة.
الكتاب: القرآن، يسحبون: أي يجرّون، الحميم: الماء الحار، يسجرون: أي يحرقون، يقال سجر التنور إذا ملأه بالوقود، ومنه: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} أي: المملوء، ضلوا عنا: أي غابوا، تفرحون: أي تبطرون، تمرحون: تختالون أشرارا وبطرا. اهـ.. باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

سورة غافر:
وهي مكية.
1- من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} (آية 2 1) روى معمر عن قتادة قال {حم} اسم من أسماء القرآن وقيل معنى {حم} حم الأمر وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال {آلر} و{حم} و {نون} حروف الرحمن جل وعز مقطعة.
وقرا عيسى بن عمر {حاميم تنزيل} والمعنى على قراءته أتل حاميم ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين والمعنى هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم.
2- ثم قال جل وعز: {غافر الذنب وقابل التوب} (آية 3) ويجوز أن يكون التوب جمع توبة كما قال: فيخبو ساعة ويهب ساعا ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة.
3- ثم قال جل وعز: {شديد العقاب ذي الطول} (آية 3).
روى ابن أبي نجيح {ذي الطول} قال ذي الغنى وروى سعيد عن قتادة قال ذي النعمة قال أبو جعفر الطول في اللغة الفضل والاقتدار يقال لفلان على فلان طول واللهم طل علينا برحمتك وروى علي بن أبى طلحة عن ابن عباس {ذي الطول} قال ذي السعة والغنى.
4- وقوله جل وعز: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد} (آية 4) قال قتادة أي فلا يغررك إقبالهم وإدبارهم وتصرفهم في أسفارهم قال أبو جعفر مثله قوله جل وعز {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل} والمعنى لا يغرنك سلامتهم وأناة الله لهم فإن عاقبتهم مذمومة ومصيرهم إلى النار.
5- ثم بين أن ذلك كان سبيل من قبلهم فقال: {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} (آية 5) وهم ثمود وعاد وقوم لوط ومن كان مثلهم.
6- وقوله جل وعز: {وهمت كل أمة برسولهم لياخذوه} (آية 5) روى معمر عن قتادة قال ليأخذوه فيقتلوه.
قال أبو جعفر ويبين هذا قوله تعالى: {فأخذتهم} أي أهلكتهم ويقال للأسير أخيذ.
7- وقوله جل وعز: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار} (آية 6) أي بقوله: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} قال قتادة حق عليهم العذاب بكفرهم.
8- ثم أخبر أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين فقال: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم} (آية 7) روى معمر عن قتادة: {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك} قال تابوا من الشرك واتبعوا طاعتك.
9- ثم قال جل وعز: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} (آية 8) يروى أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار ما جنات عدن؟ قال قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل قال أبو جعفر العدن في اللغة الإقامة وقد عدن بالمكان أقام به.
10- وقوله جل وعز: {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} (آية 9) {وقهم السيئات} قال قتادة أي العذاب {ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} قال العذاب.
11- وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} (آية 10) في الكلام تقديم وتأخير وقد بينه أهل التفسير قال الحسن يعطون كتابهم فإذا نظروا في سيئاتهم مقتوا أنفسهم فينادون لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم وقال مجاهد إذا عاينوا أعمالهم السيئة مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار.
12- وقوله جل وعز {قالوا ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين} (آية 11) روى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال هي مثل قوله تعالى: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} قال أبو جعفر المعنى على هذا في أمتنا اثنتين خلقتنا أمواتا أي نطفا ثم أحييتنا ثم أمتنا ثم أحييتنا للبعث، وقيل إحدى الحياتين وإحدى الموتتين الإحياء في القبر ثم الموت وأنهم لم يعنوا حياتهم في الآخرة.
13- وقوله جل وعز: {ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم} (آية 14) أي كذبتم {وإن يشرك به تؤمنوا} أي تصدقوا.
14- وقوله جل وعز: {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} (آية 15) روى عكرمة عن ابن عباس قال {الروح} النبوة وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد قال {الروح} الوحي وروى معمر عن قتادة يلقي الروح قال الوحي والرحمة قال أبو جعفر يلقي الوحي على من يختص من عباده وسمي الوحي روحا لأن الناس يحيون به أي يهتدون والمهتدي حي والضال ميت على التمثيل ومنه يقال لمن لم يفقه إنما أنت ميت وقال الله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى}.
15- ثم قال جل وعز: {لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون} أي لينذر الذي يوحى إليه ويجوز أن يكون المعنى لينذر الله يوم التلاق قال قتادة أي يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض ويلتقي الأولون والآخرون، {يوم هم بارزون} قال قتادة أي لا يسترهم جبل ولا شئ.
16- ثم قال جل وعز: {لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم} (آية 16) أي يقال هذا روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال «يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله جل وعز عليها قط فأول ما يقال {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}» ثم أول ما ينظر من الخصومات في الدماء فيحضر القاتل والمقتول فيقول سل هذا لم قتلني فإن قال قتلته لتكون العزة لفلان قيل للمقتول اقتله كما قتلك وكذلك إن قتل جماعة أذيق القتل كما أذاقهم في الدنيا قال {لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب}.
17- وقوله جل وعز: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} (آية 18) قال مجاهد وقتادة أي القيامة قال الكسائي يقال أزف الشئ يأزف أي دنا واقترب قال أبو جعفر قيل للقيامة الآزفة لقربها وإن بعدت عن الناس ومنه يقال أزف رحيل فلان.
18- ثم قال جل وعز: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} (آية 18) قال قتادة شخصت من صدورهم فنشبت في حلوقهم فلم تخرج ولم ترجع وقال غيره تزحزحت فلا قلوبهم من الفزع فلم تخرج فيستريحوا ولم ترجع ثم قال تعالى: {كاظمين} أي مغتاظين ولا شئ يزيل غيظهم يقال كظم البعير بجرته إذا رددها في حلقه وكظم غيظه إذا حبسه.
19- ثم قال جل وعز: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} (آية 18) أي ليس لهم شفيع مطاع قال الحسن استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه فإذا راى الكفار ذلك قالوا {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}.
20- ثم قال جل وعز: {يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور} (آية 19).
قال ابن عباس هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه اصحابه غض بصره فإذا رأى منهم غفلة تدسس فإذا نظروا إليه غض بصره وقد علم الله جل وعز منه أن بوده أن لو نظر إلى عورتها.
وقال جرير بن عبد الله سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أغض بصري.
21- وقوله جل وعز: {وآثارا في الأرض} (آية 21) قال مجاهد هو مشيهم وتاثيرهم في الأرض.